الوسائط التعليمية في المدرسة المغربية
من بين العوامل التي تلقي بأثرها على مستوى تعلم اللغة وتعليمها، الشح الملاحظ في استعمال الوسائط التعليمية. فخلو الدرس اللغوي من هذه الوسائط يفقده أهم خاصية في حدوث التعلم، وهي الحافز والدافعية لخلق الاهتمام اللازم بالفعل التعليمي خصوصا في هذا المجال المعروف بأنساقه المجردة، مما يجعل درس اللغة حقلا للألغاز والغموض، ومجالا للسكون وشرود الذهن، ومبعثا على النفور والتبرم، إضافة إلى أن فقدان الوسيلة أو النقص في استعمالها يحرم المتعلم(ة) من نشاط أساسي يتمثل ذلك في تعطيل جانب المناولة الذي يحقق مبدأ من مبادئ اكتساب الكفايات وهو التعلم عن طريق العمل. واستعمال الوسيلة في درس اللغة يتطلب من الأستاذ(ة) مجهودا إضافيا في حسن اختيارها بالشكل الذي يضمن لها موقعا ضمن مكونات الفعل التربوي كحلقة بانية في هذا العمل، ومن ثم تمكينها من لعب دورها كعنصر قادر على تيسير معالجة المعلومات اللغوية من طرف المتعلم(ة) .
واستعمالات الوسائط في وحدة اللغة العربية متعددة ومتنوعة، يمكن أن تواكب مختلف المراحل سواء أثناء بناء المعارف أو عند العمل على تثبيتها أو تقويمها وتصحيحها من لدن المتعلم(ة) . ومنها على سبيل الاستئناس : الصور والرسومات، السبورة السوداء، السبورة الوبرية، اللوح، البطاقات، الترسيمات، النسخ المصورة، كتاب المتعلم(ة)، النصوص، الأشرطة السمعية البصرية، الوثائق، الشفافات، العاكس، القاموس، اللوحة التفاعلية… وللأستاذ كامل الصلاحية في إغنائها بإبداعاته وتجربته المهنية.
الموارد الرقمية
أحدث التطور التكنولوجي وما واكبه من تطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصال والموارد البيداغوجية الرقمية طفرة نوعية في الوسائل التعليمية والمعارف، فغدا الأطفال مستهدفين أكثر من أي وقت مضى بوفرة هائلة من الانتقال المتزامن للمعلومات وخبير الذكاء الاصطناعي « بيل » أستاذ علوم الحاسوب الآلي في جامعة « ديفيد جيرلنتر » وعلى عدة أبعاد. وفي هذا الصدد يقول بعد خمسين سنة من الآن ستصبح المدرسة عبارة عن مجموعة عشوائية من أطفال الجوار، وهم في الحقيقة يذهبون إلى » : المعرفة 143 – العدد 143 – مارس 2007 ص 77 )، وهو يقصد بذلك أن المدرسة ستصبح عبارة عن ) « … عشرين مدرسة منفصلة شبكة إلكترونية من المتعلمين تقدم خيارات متعددة لما تقدمه الجهات المسؤولة.
مبررات اعتماد مدخل الموارد الرقمية في المدرسة المغربية
انسجاما مع الدعامة العاشرة للميثاق الوطني للتربية والتكوين في شأن استعمال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والتواصل، سعيا لتحقيق التوظيف الأمثل للموارد التربوية، ولجلب أكبر فائدة ممكنة من التكنولوجيات الحديثة يتم » : والتي جاء فيها الاعتماد على التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال… ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقع أي خلط بين السعي إلى هذا الهدف وبين التصور الشامل للوسائط التكنولوجية وكأنها بديل عن العلاقة الأصلية التي يقوم عليها الفعل التربوي، تلك العلاقة الحية القائمة بين المعلم والمتعلم… فإنه بات لزاما استثمار الموارد الرقمية في تصريف الوضعيات الديداكتيكية حتى تتحقق الكفاية التكنولوجية التي تتجلى في : القدرة على تصور ورسم وإبداع وإنتاج المنتجات التقنية – التمكن من تقنيات التحليل والتقدير والمعايرة والقياس وتقنيات ومعايير مراقبة الجودة والتقنيات المرتبطة ببناء التوقعات والاستشراف – التمكن من وسائل العمل اللازمة لتطوير تلك المنتجات وتكييفها مع الحاجيات الجديدة والمتطلبات المتجددة – استدماج أخلاقيات المهن والحرف والأخلاقيات المرتبطة بالتطورالعلمي والتكنولوجي بارتباط مع منظومة القيم الدينية والحضارية وقيم المواطنة وقيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.
وتيسيرا للأمر، قامت وزارة التربية الوطنية المغربية بتزويد المؤسسات التعليمية بما يكفي من وسائط رقمية وأطقم معلوماتية متحركة، ووضعت رهن إشارتها مضامين رقمية مثل صور وخرائط ورسوم متحركة ونصوص وعروض مساعدة وأشرطة فيديو وتمارين تفاعلية… يمكن الاطلاع عليها وتحميلها من المواقع الإلكترونية التي صممتها وزارة التربية الوطنية لهذا الغرض وأمدت المؤسسات التعليمية بالأقنان السرية للولوج إليها، علما أنه – ولإجراءات احترازية ووقائية – لا يُسمح بالإحالة إلا على المواقع المعتمدة من طرف الوزارة الوصية والموجودة رهن إشارة المدارس.